حبة مطر
انفصلت عن أصدقائها في تلك الغيمة الكبيرة
كان طريقها طويلا جدا إلى الهاوية إلى المجهول .. إلى اللا مألوف
لطالما كانت ملذاتها و أحلامها أكبر من ذاتها أضخم من آمالها في العيش مع أصدقائها في السماء
حاولت البكاء و حاولت لكن حبات المطر لا تملك دموع
نعم سقطت حبة المطر و شعرت بالندم ... شعرت بالضياع. .. بالألم ...شعرت بالخوف الذي يكمن وراء كل شيء
في طريقها أرادت العودة لمكانها لذاتها. .. لكنها لم تستطع
صرخت و صرخت .... طلبت الغفران من كل حبات المطر لكن الأوان قد فات
سألت نفسها في الطريق كيف لها أن تدفع ثمن خطأ أكثر بكثير مما يدفعه سائر المذنبين في هذا العالم
كيف لها أن تدفع ثمن ذنب دون كفالة للرجوع. .. دون طريق للعودة ... دون خريطة للغفران
لكن كيف لها أن تطلب الغفران من حبات المطر و هي حبة مطر
... كيف لها ذلك ؟
... كيف لها ذلك ؟
في طريقها شاهدت نسمة ريح و توسلت إليها أن تعيدها للغيمة الكبيرة حيث تنتمي. .. حيث اعتادت اللعب ..حيث اعتادت الحلم على وسادتها ساعات و ساعات
لكن النسمة سألت لماذا تريدين العودة ... لطلب الغفران ؟
أجابتها حبة المطر : نعم أريد طلب الغفران ... أرجوكي
قالت لها النسمة تريدين طلب الغفران من حبات مطر لا يختلفن عنك بتاتا و أنت حبة مطر أيضا !!!! إذا كنت تسألين عن الغفران .. لماذا لا تسألين نفسك و تطلبين الغفران منها ... أعتقد أنك في الحقيقة انفصلتي عن نفسك لا شيء آخر .
عندها علمت حبة المطر أنها لم تخطأ بحق أحد سوى نفسها
و ما جدوى امتلاكنا للعالم بأسره و قد خسرنا أنفسنا !!!!